تُعتبر قوّة مكافحة الإرهاب اللّيبيّة المتمركزة في منطقة الخمس وحدةً تتميّز بخبرةٍ أثبتت فعاليّتها في مناسباتٍ عدّة. ولكن، على الرّغم من أنّها وحدة جيّدة إلّا أنّها تحظى بتدريبٍ سيئ. لقد نفّذت قوّة مكافحة الإرهاب بقيادة اللواء محمد الزين عمليّاتٍ ناجحةً في سرت ومصراتة وقاتلت قوّات حفتر بشجاعةٍ خلال حصار العاصمة.
يحرص الجنرال زين على تحضير وحدته تحضيرًا فعّالًا، لذلك اختارت حكومة طرابلس الجيش التركي لتنفيذ هذه المهمّة. لقد بدأ التدريب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولكن بعد الحماس الأوليّ، قدّم طاقم العمل في قوّة مكافحة الإرهاب اللّيبيّة تعليقاتٍ سيّئةً حول جودة التدريب. فقد اشتكى الجنود، على وجه الخصوص، من تقنيّات التدريب الّتي يتمّ تدريسها ومن خبرة المدرّبين الأتراك.
رأي اللّيبييّن بالمستشارين الأتراك
على الرّغم من تأكيد السلطات التركيّة أنّها توفّر دورات تدريبٍ متقدّمة، يبدو أنّ التّدريب بعيد كلّ البعد عن ذلك.
قال توماس ب.، من شركة أمنيّة متخصّصة في تدريب وحدات الرّدّ السريع: “من خلال ما نراه يمكننا القول إنّ التدريب مبتدئّ للغاية”. ثمّ تابع قائلًا: “تشير المعدّات، والأسلحة، ووضعيّة المدرّبين إلى مستوى تقنيّ متدنٍ للغاية”. ثمّ يضيف: “إذا اعتمد هؤلاء الرّجال [جنود قوّة مكافحة الإرهاب] هذا المستوى من التدريب لمواجهة هدفٍ صعبٍ [هدف محصّن]، فإنّهم سيعانون الخسائر. إنّ وحدة مكافحة الإرهاب هي وحدة جيّدة ذات تدريبٍ سيئ”.
أمّا أحمد، ضابط الصف الّذي خدم في وحدة مكافحة الإرهاب على مدى السنوات الخمس الماضية، فقال: “كان الجنود متحمّسين لتلقّي تدريب جديد ولكنّهم الآن يشعرون بخيبة أمل لأنّهم لم يلتمسوا أيّ تحسّن يُذكر”.
قوة متينة تحتاج إلى “دعم احترافي”
تحظى قوّة مكافحة الإرهاب بتقديرٍ كبيرٍ، حتّى أنّ الجيش الوطني اللّيبيّ بقيادة الجنرال حفتر أشاد بالعمليّات الّتي نفّذتها القوّة المتمركزة في الخمس. وخلال الأشهر الماضية، اعتقلت هذه القوّة عددًا من الإرهابيين المختبئين في سرت ومصراتة وشاركت في معركة طرابلس، كما ساهمت وحدة الهاون التّابعة لهذه القوّة بفعاليّةٍ كبيرة في العاصمة في إبعاد وحدات الجنرال حفتر.
تمّ تحقيق هذه النجاحات من دون دعم الأتراك. لقد اعتقد الكثيرون أنّ مدربّي أنقرة سيرفعون مستوى التدريب في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت الحالي لم يلتمس أحد أيّ تقدّم.
قال ضابط ينتمي لوحدة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتشرة في طرابلس: “كنا نشعر بالقلق إزاء أداء قوّة مكافحة الإرهاب، والآن بعد أن تولّى الأتراك زمام الأمور، نلاحظ ارتباكًا أكبر بين صفوفها”.
كلّ ذلك يبيّن أنّ قوّة مكافحة الإرهاب اللّيبيّة تحتاج إلى تحسين تدريبها واكتساب مهارات جديدة تتمثّل بالقتال اللّيلي وقدرات إنقاذ الرهائن. ولكن في الوقت الرّاهن، كما سبق وقيل أعلاه، يبدو أنّ هذا الهدف بعيد المنال. ربما يحتاج الليبيون، لا بل يستحقون، جهودًا تدريبيّة أكثر فعاليّة.